voiceofimmigrant
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إرفعوا أيديكم عن البابا والكنيسة والوطن !!

اذهب الى الأسفل

إرفعوا أيديكم عن البابا والكنيسة والوطن !! Empty إرفعوا أيديكم عن البابا والكنيسة والوطن !!

مُساهمة من طرف ebn eL MaLk الأربعاء يوليو 30, 2008 10:30 pm

كتب كمال زاخر موسى
الأربعاء, 30 يوليو 2008

إرفعوا أيديكم عن البابا والكنيسة والوطن !! Kamal_10
تتجمع فى افق الوطن غيوم ثقيلة تحملها رياح طائفية باتجاه صدام تنتظره قوى ظلامية كامنة فى احراشه لتنقض على سلام الوطن وأمنه ويقف خلفها طابور طويل من المنظرين الذين يملكون القدرة على تحضير الشارع لفوضى عارمة تمهد لهذا الإنقضاض ، ومن عجب انهم اكثر الناس والأقلام تغييراً للمواقع والمواقف ، فقبلاً كانوا يمطرون قداسة البابا بباقات الحب والود مصحوبة بسيل من الدعاء ليعود الى كرسيه وكنيسته ووطنه سالماً معافاً ، بل وحرقوا أمامه البخور ورفعوه لمصاف القديسين والمناضلين عندما قال قولته الأثيرة لدى القوميين أنه لن يسمح للأقباط بزيارة القدس إلا مع اخوتهم المسلمين ، وأصبغوا عليه لقب بابا العرب لمواقفه الثابتة فى مناصرة القضايا العربية وفلسطين فى القلب منها .

وعندما كانت الغيوم السبتمبرية تتجمع وقف قداسة البابا يعلن أمام الجموع الغفيرة فى الكاتدرائية ليرد على التهديدات التى جاءته تلميحاً فى خطاب رئاسى بقوله " ياإخوتى أننى على استعداد لا أن اموت من اجل كل قبطى فقط بل ومن أجل كل مسلم أيضاً " وكانت واحدة من تجليات الأبوة التى تمد مظلتها لكل انسان .

وبغير مبرر معلن تعزف جوقة الظلاميين نشيد الهجوم المنسق على قداسة البابا متهمة اياه بأنه المسئول الأول ـ وربما الوحيد ـ عن الفتنة الطائفية ، ويشترك فى فرقة العزف اناس حملوا أمانة التمثيل النيابى ، خلعوا رداء المواطنة ليرتدوا جلباب الطائفية القصير ، بينما الرجل يرقد بين جنبات المستشفى يقاوم فى شيخوخته هجمات المرض وآلامه التى لا تقاس بطعنات مريدى الأمس القريب ، وفى تناغم وتنسيق ينتقل العازفون الى دق طبول مهاجمة الكنيسة القبطية وكيف انها تسعى لتصبح دولة داخل الدولة أو دولة موازية ، ويتصيدون فى اجتزاء كلمة لأسقف هنا أو هناك ، أو يقرأون مسيرات بعض من المصريين المغتربين الإحتجاجية فى بعض عواصم الغرب على انها كارثة تهدد امن مصر القومى فى تهويل فاضح ، ولا يقدمون اجابات موضوعية عن كيفية تحول نزاع على ملكية أرض إلى حوادث اجرامية بحق رهبان عزل ، لنكتشف ان نار الفتنة مازالت تحت رماد مجتمع يعيش فى مناخ متراجع ثقافياً بل ومخترق طائفياً تآكلت فيه رقائق المواطنة التى تكونت وتراكمت عبر فترات المد الوطنى بنضال اجداد وآباء وقف على رأس طابورهم الطويل رجال اشداء ؛ الشيخ محمد عبده والبابا كيرلس الرابع والزعيم سعد زغلول والجسور ويصا واصف والقمص مرقس سرجيوس والشيخ الأزهرى رفاعة رافع الطهطاوى والقائمة طويلة وممتدة ، وإذ باحفادهم عندما يتواجهون مع المد الطائفى يجمدون خبراتهم الممتدة فى إعمال القانون ليرتدوا الى مرحلة العرف التى هى واحدة من سمات المجتمعات البدائية بل والبدوية فى واحدة من نتائج رياح الثقافة الصحراوية الوافدة ، والتى قد تنجح مرحلياً فى حجب النيران المستعرة عن الأعين لكنها ترحلها فى تراكم الى مستقبل غامض ومخيف ، ويقف وراء هذا توجه لتقويض اركان الدولة المدنية .

وفى وسط هذه الأجواء الملتبسة تومض تحركات ايجابية موضوعية لعل ابرزها تحرك المجلس القومى للمواطنة باتجاه اعداد مشروع قانون لتكافؤ الفرص وعدم التمييز فى ترجمة قانونية ـ عامة ومجردة وملزمة ـ للنص الدستورى القاضى بأن مصر دولة ديمقراطية تقوم على المواطنة ، وسعى جماعة " مصريون ضد التمييز الدينى " لبعث ونشر وتأكيد ثقافة المواطنة رغم المقاومة الشرسة والكامنة وسط الأحراش من بعض من حملة الأقلام وأدعياء التنوير ـ كما يقدمون انفسهم للشارع ـ بينما هم يغازلون غرائزه الطائفية ، والتحرك المحايد والموضوعى لمجلة روزاليوسف بالدعوة لعقد ندوة لقراءة وتحليل مظاهرات اقباط المهجر فى شفافية ومصارحة وتنشر رؤية كل المجتمعين دون أن تجتزأ أو تحذف أو تلون توجه الندوة . لكن هذا لا يكفى فالهجمة على البابا والكنيسة والوطن تتجاوز اختلاف الرؤى وتخرج عن نطاق الحوار الديمقراطى ، بل تكشف عن عوار فى ثقافة المجتمع وعن مخطط لتقويض الوطن لحساب اجندات طائفية تعلم علم اليقين أن السيطرة على المنطقة تبدأ بالسيطرة على مصر ، والسيطرة على مصر لا تأتى إلا بضرب نموذجها المتفرد فى تنوعها وقبول المصريين له بل والمراكمة عليه وتعضيده ، والطريق الى تفعيل السيطرة يبدأ بهدم الرموز التى لها دور مؤثر وفاعل فى دعم الخيار الوطنى والبابا شنودة له حضور وقبول ومصداقية وطنية لا تخطئها عين فلماذا لا يكون هو أول اهداف التقويض ، ولما كانت الكنيسة أعرق مؤسسات الوطن والتى انحازت منذ القرن الخامس الميلادى لإعلاء القومية المصرية فى صراعها العقيدى واللاهوتى ودفعت راضية ثمن هذا من شهداء ومعترفين فاق ضحايا الإرهاب الرومانى الوثنى ، فكان لابد وأن يسعى خفافيش الظلام الى النيل من وطنيتها وجسارتها ، ومنها ينقضون على الوطن ليقدموه ذبيحة وقرباناً على مذبح الطائفية والتخلف .

وفى يقينى أنه آن الأوان لنعيد ترتيب اولوياتنا على المدى القصير والمدى البعيد ، لعل أهمها مراجعة الآليات التى تشكل وتكون وجدان الشارع وخاصة الشباب والأطفال وهى منظومة التعليم لتتواصل مع التطور الذى تشهده بلدان العالم المتقدم ، بغير حساسية أو خوف أو مصالح ضيقة ، بتنقيته من كل الشوائب التى تسللت لمناهجنا ومعلمينا فى غفلة من الوعى المصرى ، والغاء كل النظم التعليمية الموازية التى تشق الصف الوطنى وتقضى على مبدأ تكافؤ الفرص ومنها من يقوم على اسس طائفية تضرب التوافق القومى فى مقتل وتؤكد الفرز والتمييز ، ومنظومة الإعلام والتى تملك نشر وترسيخ ثقافة الحوار الموضوعى والشفاف وتصل عبر آلياتها الى القرى والكفور والنجوع والحوارى والأزقة ، والحوار الموضوعى هو السلاح الناجز والقادر على مواجهة تيارات الإظلام الفكرى وجيوش الطائفية ، ثم منظومة الثقافة بمواجهة الثقافة البدوية المتراجعة ولعل مشروع مكتبة الأسرة والقراءة للجميع مؤشر ايجابى على امكانية المواجهة الثقافية ولعل رفع شعار " القراءة للحياة " يعبر عن اهمية هذا السعى العملى على الأرض ، ولعلها تنتبه الى اعادة احياء مشروع ترجمة الأدب العالمى مرة اخرى ليعرف شبابنا اننا جزء من عالم كونى يتقدم بتبادل الخبرات والمعلومات والثقافات والتيقن من أن التنوع والتفاعل هما سر التقدم والحياة .

يبقى أن نقرأ بعيون مفتوحة التضخم الذى اصاب المؤسسات الدينية والذى حولها من أحدى مكونات الوجدان والغكر والقيم إلى مكون يسعى لأن يكون وحيداً ومسيطراً ولا يعترف بالدور الإنسانى والحضارى للفنون والآداب والثقافة العالمية وتفاعل البشر على ارضية انسانية رحبة تتفاعل فيما هو نسبى قابل للتطور ، وتسعى بحكم كونها قابضة على الحقيقة المطلقة لأن تفرض رؤيتها ربما قسراً فتتصادم مع مثيلتها على ضفاف أخرى لها ذات القناعات ، لتبقى المؤسسات الدينية فى إطار الدعوة لقيمها بالحكمة والموعظة الحسنة أو تبشر بها بأن تقدم للناس الطريق والحق والحياة بغير ان تتحول الى جهة تنفيذية تمسك برقاب العباد وتقود من لا يسمع لها الى محاكم التفتيش . فى مجتمع يقدس هذه المؤسسات عن ايمان وبحق .




Kamal_zakher@hotmail.com
ebn eL MaLk
ebn eL MaLk
Admin

عدد الرسائل : 32
تاريخ التسجيل : 04/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى